*** لماذا نصوم الاربعاء والجمعة من كل اسبوع ؟؟ ***تصوم الكنيسة الجامعة - منذ العصر الرسولي الأول - يومي الاربعاء والجمعة , ما عدا أيام الخمسين , والاعياد السيدية الكبري وبالاخص عيدي الميلاد والغطاس ( لأن بقية الاعياد السيدية الكبري تأتي في أصوام , فلا تصام انقطاعياً ) .
والحكمة من صوم (( الاربعاء )) أنه تمت فيه المشورة علي ضرورة موت المسيح ( مت 26 : 1 , مر 14 : 1 ) . ويوم (( الجمعة )) تم ذبح المسيح فصحنا , علي عود الصليب .
وكان الله قد أمر شعبه قديماً , بصوم يوم (( الكفارة )) (لا 16 : 29 ) . والمسيح بالطبع هو الذبيحة الحقيقية , الذي مات من أجل خطايا العالم كله ( عب 9 : 12 ) .
وقد ورد ذكر هذا الصوم ,
في كتاب الراعي لهرماس ( رؤ 5 : 6 ) . وفي قوانين أبوليدس , وقوانين البابا بطرس خاتم الشهداء ( القانون 15 ) .
وأكدته الطوائف البروتستانتية
في كتبها ( رغم عدم الاعتراف به الان ) , فقد ورد في كتاب ريحانة النفوس ( ص 54 ) قولهم : " كان ترتليانوس وأكليمنضس الاسكندري ( المتنوعات 7 : 12 ) وغيرهما - في الجيل الثاني - يتكلمون عن صوم هذين اليومين , وحيث كان المسيحيون يمتنعون فيهما عن جميع الاطعمة الي وقت العصر أو أقل " كما طلب القديس أبيفانيوس , والعلامة ترتليانوس بوجوب حفظ النهار كله صوما ( حتي بعد التناول من السر الاقدس أيضاً ) .
وبذلك أجمعت كل الكنائس الرسولية علي أنه تسليم رسولي , وتعمل به الطوائف الارثوذكسية كلها , ولا يصوم الكاثوليك يوم الاربعاء , ولكنهم يصومون الجمعة فقط .
وفيما يلي ما ذكره الاباء الرسل وكبار القديسين من وجوب صوم هذين اليومين :
+ جاء في أوامر الرسل :
" نأمركم ان تصوموا كل يوم أربعاء وجمعة " ( الدسقولية , باب 8 )
+قوانين الكنيسة :
" أي أسقف أو قس أو شماس .... الخ , لا يصوم صيام الفصح الاربعيني المقدس ( الصوم الكبير ) ويومي الاربعاء والجمعة , فليقطع وان كان علمانياً فليفرز " ( قانون 69 الرسل , والقانونان 51 , 52 , لمجمع اللاذقية ) .
+ جاء في اوامر الرسل :
( أ) " لا تتعدوا صوم الرب - أي الاربعاء والجمعة - إن لم يكن عندكم عائق مرضي , ما عدا خمسين يوماً ( أيام الخمسين ) من الفصح الي العنصرة " . ( البابا اثناسيوس الرسولي )
(ب) " لا يجوز أن يحل الصوم ( يفطر ) يومي الاربعاء والجمعة من غير ضرورة لازمة " .( القديس جيروم )
(جـ) " لا تحتقروا الاصوام , ولا تهملوا صوم يومي الاربعاء والجمعة " . ( القديس أغناطيوس , رسالة / 5 ,والقديس أغسطينوس , رسالة / 6 ) .
والسؤال التالى :
سألني صديق غير مسيحي عن الصوم فقال أنا أعرف أنكم تصومون عن أي شيء فيه روح ، فلماذا تأكلون السمك فى الصوم الصغير و لا تأكلونه فى الصوم الكبير ؟ و معنى هذا انه يوجد فرق في الصوم فهل طريقة الصوم هذه مذكورة فى الكتاب المقدس ؟.
الجواب ( بقلم نيافة الانبا غريغوريوس ) :
التعبير الاصح والادق أننا نصوم صوماً إنقطاعياً إلى ساعة معينة ، إلى التاسعة من النهار .
وفي الاصوام التي فى المرتبة الاولى و منها الصوم الكبير و ما في حكم الصوم الكبير ، إلى الغروب ، وهذا الصوم نتناول فيه مأكولات نباتية ،
نحن نأكل مأكولات نباتية بعد فترة الانقطاع من الطعام ، وهذه هي حياة الانسان الاول لان الانسان اصله نباتي ،
القاعدة الحقيقية ان الانسان اصله نباتي ، لذلك عندما خُلق الانسان اُعطى أن يأكل من النباتات . ولم يُسمح له بأكل اللحوم ابدا إلا بعد الطوفان ،
وهذا معناه أن الانسان ظل نباتياً بضعة الاف من السنين ، من آدم الى نوح ، وقُدرت هذه المدة بنحو 2256 سنة ،
على اى الاحوال الفترة من آدم الى نوح كان الانسان فيها نباتياً ، ولذلك كان على الرغم من حكم الموت ، الا ان الانسان كانت صحته احسن كثيراً مما صارت إليه بعد ذلك ، و لهذا بدأ سن الانسان يهبط ابتداء من سام وهو ابن نوح مباشرة .
أما موضوع السمك ،
فالواقع انه غير منطقي ،
لقد سُمح به تجاوزاً فى الاصوام التي فى المرتبة الثانية ، للتخفيف ،
إنما الوضع الاصيل هو الانقطاع عن الطعام ثم نأكل مأكولات نباتية ،
وهذا الوضع الاصيل متبع فى الصوم الكبير ، والاصوام التى في مرتبة الصوم الكبير ، مثل الاربعاء و الجمعة و اسبوع الالام و البرمون و صوم يونان ،
أي الاصوام التي فى المرتبة الاولى نسير فيها على القاعدة الاصلية ،
انما الاصوام الثانية التى تعتبر فى المرتبة الثانية ،
مثل صوم الميلاد وصوم الرُسل وصوم العذراء ،
لكن من الناحية الكنسية العامة فى الاصوام التى فى المرتبة الثانية ،
يُسمح فيها على سبيل التخفيف أن يؤكل فيها سمك،
لكن القاعدة ان ناكل نباتات ، انما سُمح بأكل السمك ( فيما عدا الاربعاء و الجمعة ) ،
لان الاربعاء و الجمعة هما من اسبوع الالام ، لان الجمعة يوم الصلب ويوم الاربعاء هو يوم المشورة
لان السمك يُعد فى مرتبة متوسطة بين النبات و بين اللحوم الاخرى فى القوة ، وفى الإثارة لشهوات الانسان ،
وطبعاً هنا نتكلم عن سمك الانهار أو سمك النيل و ليس سمك القرش أوالحيتان الكبيرة فى البحر الابيض المتوسط ،
فسمك الانهار و سمك النيل يُسمى علمياً من ذوات الدم البارد ، و طبعاً نفس كلمة ذوات الدم البارد تُعطى فكرة عن السبب لماذا أن هذا السمك يُسمح به على سبيل التخفيف لانه لا يرقى الى مرتبة اللحوم فى الاثارة ، لانه من جهة يعيش فى الماء و طريقة التوالد بالنسبة للسمك النيلى او سمك الانهار تختلف عن سائر الحيوانات الاخرى ،
فالانثى تفرز من فمها البيض فيما يعرف بالعش ، و بعد عملية الفرز للبيض من فمها على العش يأتى ذكر السمك ، و يمر على البيض و يفرز المادة الذكرية التى بها تتلقح البويضات ،
فالسمك النيلى يعد فى مرتبة متوسطة من جهة الاثارة او درجة الاثارة ، و مع ذلك ففيه نوع من التقوية ، لهذا سُمح بأكل السمك للمرضى .
فمثلا يرد فى كتاب الدسقولية ( وهو تعاليم الرُسل )
يقول ان الاسقف فى السنة الاولى لرسامته يصوم السنة كلها ،
و لكن إذا ضعف من كثرة الصوم فلئلا تفقد الكنيسة حيويته وقوته اللازمة للرعاية ، فيسمح له باكل السمك ليتقوى ،
مثل المرضى ، هذا هو اساس السماح بأكل السمك ،
ومن هنا المسالة تطورت و أصبح يُسمح بأكل السمك ، لان السمك فيه البروتين ، ويعد من أحسن الاطعمة التى فيها بروتين ، و أيضاً فيه مادة فسفورية مقوية للاعصاب ، ومقوية للمخ .
على اى الاحوال السمك فيه بروتين و فيه أيضاُ ما يغذى الجهاز العصبى و المخ لان فيه مادة فسفورية . وفى نفس الوقت ليس فيه الاثارة التى تسببها اللحوم .
اذكرونى فى صلواتكم اخوكم مجدى تامر