الأية :+ " وأما الحكمة التي من فوق أولاً طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة عديمة الريب والريا ، وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام ( يع 3 :17-18 )"
التفسير :مصدر الحكمة السماوية من فوق نازلة من عرش الله القدوس( حك 9 :4-9 )يمنحها الله لأولاده المثابرين المتمسكين به. أما مميزاتها فهي :
1.
طاهرة :
أي نقيّة بلا غرض مُلتوٍ، تَهَب صاحبها قلبًا طاهرًا وحياة عفيفة.
2.
مسالمة :
أي مملوءة سلامًا، إذ قيل عنها إن كل طرقها سلام، إذ بالحكمة ينجذب الإنسان تجاه الله، ويمتليء قلبه سلامًا ويفيض أيضًا بسلام خارجي مع الغير حتى أنه لا يطيق أن يرى شجارًا أو يسمع صوتًا عاليً .
3.
مترفقة : إذ يمتليء القلب بالسلام تجاه الغير ويعمل لبنيان الآخرين، يترفق بالكل مهما كانت الأخطاء والضعفات، واضعًا نصب عينيه كيف يربح الجميع. هذا الترفق ليس مظهرًا خارجيًا، بل هو حياة داخليّة .
4.
مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة : وحيث توجد الطاعة لابد من الثمر الصالح. وكما تدفع الحكمة الزائفة إلى الكبرياء وبالتالي إلى "كل عمل رديء"، هكذا يعلن الرسول هنا عن الحكمة الحقيقيّة أنها عمليّة، إذ تدفع إلى الطاعة والخضوع، وبالتالي إلى الرحمة والأثمار الصالحة. وكما أن الإيمان بدون أعمال ميت، كذلك الحكمة بغير ثمر زائفة .
5.
عديمة الريب : أي ثابتة غير متزعزعة ولا منقسمة، لها هدف واحد واضح، تكشف الطريق السماوي بوضوح رغم ما فيه من آلام وأتعاب.
الحكمة الحقيقيّة تجعل الإنسان لا يطيق أن ينقسم قلبه بين محبة الله ومحبة العالم، أو يترنح بين الأبديّات والزمنيّات، أو يخلط بين الاتكال على الله والاتكال على ذاته البشريّة، إنما يكون القلب ثابتًا في اتجاهه ومحبته ورجائه.
6.
عديمة الرياء : أي لا تحمل في خارجها بخلاف ما في باطنها، وقد حَذَّرَ الرب يسوع تلاميذه من خمير الفريسيين الذي هو رياؤهم .
7.
تَهَب ثمر البرّ يزرع في السلام (الأمان) من الذين يفعلون السلام : إذ بالحكمة يحصد الإنسان ثمر البرّ... هذا الحصاد المملوء أمانًا، هو ثمر لزرع السلام، بمعنى أنه بالحكمة يصنع الإنسان سلامًا ويحصد في أمان ثمار البرّ .
إنه يزرع سلامًا بخضوعه لروح الرب، وعدم مقاومته له، ويحصد برًا، وهذا من ثمر الروح الذي خضع له وأطاعه وتجاوب مع عمله مثابرًا.
اذكرونى فى صلواتكم اخوكم مجدى تامر